الجمعة، 10 يناير 2014

الفيديو كليب مدمر


أربع دراسات إعلامية تؤكد: الفيديو كليب مدمر ..

القاهرة: «الشرق الأوسط»

أغاني الفيديو كليب وانعكاساتها على قيم الشباب 
والمجتمعات كانت محل عدة بحوث اعلامية بكليات

 واقسام الاعلام بعدد من جامعات مصر، وقد كشفت تلك الدراسات عن الخطر الفكري والثقافي الذي يتعرض له المواطن العربي بسبب هذه الاغاني التي وصفتها احدى الدراسات بإنها ثقافة الثعابين السامة.

في البداية أجابت دراسة الدكتور اشرف جلال حسن مدرس الاذاعة بكلية الاعلام عن عدة تساؤلات منها، هل تعبر الاغنية العربية المصورة عن الهوية العربية أم لا؟ وما حدود مظاهر وتوجهات هذا التعبير؟ وما انعكاسات هذا التوجه فيما تقدمه من افكار ومضامين على قيم وافكار وتوجهات الشباب؟ وكيف يمكن تطوير هذه الاغنية. وقد اعتمدت الدراسة على مدخل التعليم الاجتماعي لتوصيف واقع الاغاني العربية على القنوات الفضائية العربية.

وقد حاولت الدراسة قياس أثر هذه الأغاني على قبول أو تبني الشباب لقيم وأنماط حياة سلوكية غربية من بين ما تروج له الاغنية المصورة.

جود ثيمز وقد قامت الدراسة بمسح الاغاني المقدمة على شاشات القنوات العربية محل الدراسة لمدة شهرين كاملين ومثلت عينة الدراسة أغنية تشمل كل ما أذيع من أغان على القنوات الأرضية والفضائية العامة والمتخصصة، وهي الأولى المصرية وقناة الامارات ودريم وأبوظبي وروتانا ومزيكا وتمثلت عينة الدراسة الميدانية متعددة المراحل بلغ حجمها 300 من الذكور والاناث على مختلف المستويات العمرية.

وأكدت الدراسة وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين ارتفاع معدلات الاهتمام بالاغاني العربية المصورة باسلوب الفيديو كليب وارتفاع معدلات قبول القيم أو الانماط السلوكية الغربية، كما توجد علاقة بين المستويين الاقتصادي والاجتماعي والاستعداد لمحاكاة النمط العربي الذي تروج له الاغنية، حيث تزداد هذه المحاكاة في المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع كما كشفت عن وجود استعداد أكبر لدى الذكور عن الاناث في محاكاة النمط الغربي الذي تروج له الاغنية وكذلك علاقة عكسية بين مستوى السن والاستعداد لمحاكاة النمط الذي تروج له الاغنية، فكلما ارتفع عامل السن انخفض مستوى محاكاة هذه الاغاني.

وتحت عنوان استخدامات الشباب الجامعي للقنوات الفضائية الغنائية والاتباعات المتحققة، أكدت دراسة الدكتور حسن علي محمد رئيس قسم الاعلام بكلية الاداب جامعة المنيا ارتفاع معدلات مشاهدة الفضائيات بين طلاب جامعة 6 اكتوبر لتصل الى 100% من عينة الدراسة، بينما تلاحظ انخفاضا محلوظا في معدل المشاهدة لدى طلاب جامعة المنيا 78% وتقف جامعة القاهرة في موقف الوسط لتصل نسبة المشاهدة لدى طلابها الى 90%، ويرجع ذلك الى القدرة على امتلاك الدش كما اشارت نتائج الدراسة الى ارتفاع مؤشرات مشاهدة طلاب كليات الطب للفضائيات الغنائية لتصل الى 93.3 %في مقابل 85.3% لطلاب كليات الاعلام واقسامه. وكشفت الدراسة ان الدافع للمشاهدة كان بسبب البحث عن معلومات عن المطربين والمطربات والجديد في عالم الغناء، ثم دافع التسلية في المرتبة الأولى على مستوى العينة كلها بينما جاء دافع الهروب من المشكلات في ترتيب تال، كما كشفت ان الاتجاه لمشاهدة الفضائيات بسبب عدم تلبية التلفزيون المصري الحكومي لرغباتهم لدى طلاب كليات الطب والبحث عن الجديد لطلاب الكليات النظرية.

وتشير النتائج الحالية الى ان السلوك الاتصالي لشباب الجامعات الحكومية يتسم بالرشد في علاقته بالفضائيات الغنائية اذا قورن بالسلوك الاتصالي لشباب الجامعات الخاصة، كما لوحظ تعاظم الدوافع النفعية لدى شباب الجامعات الخاصة، كما لوحظ تعاظم الدوافع النفعية لدى شباب الجامعات الحكومية مقارنة بتعاظم الدوافع الترفيهية لدى شباب الجامعات الخاصة. أما دراسة الدكتور حسين أبو شنب حول اتجاهات الشباب الفلسطيني نحو الاغاني المصورة وعلاقتها بالهوية الفلسطينية فقد كشفت ان نسبة المشاهدة للقنوات الغنائية بوجه عام بلغت 67% وعدم المشاهدة 33% وأغلب المشاهدة أقل من ساعة بنسبة 50.2%، كما كشفت الدراسة ان مبررات عدم المشاهدة مخالفتها للدين بنسبة 35.4، وعدم القناعة 34.3% وعدم الاهتمام بهذا اللون 16.2%، ولاضاعتها للوقت بنسبة 10.1%، كما كشفت الدراسة عدم تفضيل القنوات الغنائية على القنوات الأخرى وان «الجزيرة» أكثر القنوات مشاهدة بنسبة 65.3% يليها «MBC» بنسبة 13.3%.

وكشفت الدراسة ان الاغاني المصورة تؤثر على القيم بوجه عام ولكنها لا توثر على علاقة الشباب بالانتفاضة بنسبة 52.6% كما لا تؤثر على الانتماء الوطني بوجه عام.

أما الدكتورة سامية أحمد علي الاستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة فقد قدمت ورقة تحت عنوان «ثقافة الفيديو كليب ثقافة الثعابين السامة»، حيث تؤكد ان واقع الاغنية الحالي يسهم في التخريب الاجتماعي ويوضح ان واضعي الكلمات يستسهلون الكلمة بعيدا عن قواعد اللغة وآدابها وبعيدا عن الابداع رغم ان جميع الباحثين يجمعون على أن نص الاغنية يأتي أولا ثم التلحين فالاداء فكلمات الاغنية هي الاساس.

وكشفت الورقة ان معظم منتجي اغنية اليوم هربوا من قوالب الغناء العربي التي قام عليها اصلا فن الغناء ووجدوا في الطقطوقة والآلات الموسيقية الالكترونية وفي الاستوديوهات الحديثة متنفسا لهم، وكانت نتيجة ذلك ان اختفى من الحانهم التعبير عن الكلمة والمضمون وعبروا عن كل المعاني بتعبير واحد فقط هو الرقص الذي يقوم على ايقاع مبرمج يؤذي السمع ويدعو المشاهدين للرقص على ضجيج تلك الايقاعات.

وطالبت الورقة العلمية القائمين على الفيديو كليب بالرجوع الي القيم والمعاني السامية التي اعتدنا عليها في زمن الطرب الجميل، وأكدت ان اعتماد الفيديو كليب على المشاهد الجنسية الفاضحة يمثل تدميرا لقيم المجتمع، لذا يجب اعادة النظر في انتاج الاغنية المصورة وان تقوم لجان علمية محايدة بالتحكيم في البرامج التلفزيونية التي تتبنى الاصوات الجديدة حتى لا تتفشى ظاهرة الغناء بدون اسس فنية وتفضيل دور الرقابة على المنتجات الفنية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق